ملك مصر، محمد صلاح. في كل مرة أدخل فيها، لا يسعني إلا أن أتذكر كيف كان يحرك الكرة ويتحكم بها. كان الأمر مختلفًا تمامًا. فتح أحد أوائل مدربي محمد صلاح أبواب مركز شباب جديد كليًا، أخضر داكن اللون، في قرية نجريج، على بُعد ثلاث ساعات شمال القاهرة. هنا بدأت مسيرة أحد أبرز المهاجمين في العالم، اللاعب الذي قاد ليفربول إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو. في شوارع نجريج، كان صلاح، البالغ من العمر سبع سنوات، يلعب كرة القدم مع أصدقائه، ويتظاهر بأنه...يقول غمري عبد الحميد السعدني، مشيرًا إلى العشب الصناعي الذي سُمي باسم صلاح: "كان قصير القامة مقارنةً بزملائه، لكنه فعل أشياءً يعجز عنها حتى اللاعبون الأكبر سنًا. كانت تسديداته قويةً للغاية، وكان واضحًا أنه يمتلك العزيمة والإرادة للفوز". يستعد صلاح، البالغ من العمر 33 عامًا، لبدء موسمه التاسع مع
ليفربول، حيث سجل الجناح 245 هدفًا في 402 مباراة بالدوري والكأس منذ انضمامه إلى النادي عام 2017. فاز نجم كرة القدم العالمي الأول في مصر بجميع ألقاب الدوري المحلي، بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا مع ليفربول، لكنه لم يحقق النجاح مع منتخب بلاده بعد. مع اقتراب كأس الأمم الأفريقية في ديسمبر وكأس العالم 2026، زارت بي بي سي سبورت مصر لمعرفة ما يعنيه صلاح لشعب هذا البلد الشغوف بكرة القدم، والبالغ عدد سكانه 115 مليون نسمة، وكيف ارتقى هذا الشاب من بدايات متواضعة ليصبح رمزًا وطنيًا. تقول لميس الصادق، صاحبة مقهى أطباء الأسنان شرق القاهرة: "ما زلت أشعر بفرحة والدي عندما أشاهد صلاح. بعد انضمام صلاح إلى ليفربول، شاهدنا جميع المباريات معًا على التلفزيون". اسم المقهى مستوحى من مهنته الأصلية.
بالنسبة للمالك السابق، أصبح المكان الآن مكانًا يجتمع فيه مشجعو ليفربول لمشاهدة المباريات على الشاشة الكبيرة. يرتدي لميس قميص ليفربول مطبوعًا عليه اسم والده. ويضيف: "للأسف، توفي قبل عامين. كانت كل مباراة لليفربول من أسعد ساعتين في منزلنا أسبوعيًا، وحتى لو اضطررتُ لتفويت بعض المباريات بسبب الدراسة أو العمل، كان والدي يُراسلني باستمرار".
تعليقات
إرسال تعليق